أدبي

إنسان مع العالم الآخر(٩) الساحرة

المرأة المغربية

وقت النشر : 2022/09/03 02:35:14 PM

إنسان مع العالم الآخر (٩)

الساحرة

بقلم عبدالحميد أحمد حمودة

استيقظ من نومه وتوضأ وصلى وتلا ما أتاح له من القرآن وذهب للعمل وكان نشيطا وعندما أنهى العمل عاد إلى بيته ليستريح وينام قليلا.

استيقظ وخرج إلى حديقة البيت وجلس فيها.

لكنه رأى ثعابين صغيرة منتشرة في جميع أنحاء الحديقة. نظر بدهشة وسمع هاتفًا يقول إنهم أطفال من الجان يلعبون.

ومع ذلك نهض ليتجول بها، فإذ بهم يغادرون بسرعة خوفًا منه، لكنه أوقف ثعبانًا صغيرًا وسأله:

-أين والداك؟

وقف الثعبان خائفًا وكان يبكي

وفجأة ظهر ثعبان كبير وكأن له جناحان، فقال:

-أنا أبوه أتركه، انه يخاف منك. إنه طفل صغير فابتعد عنه. ووقف أمام الثعبان الكبير وقال:

-هل أنت مقيم في المنزل أم من بعيد؟

فقال:

-نعم، أنا من المنطقة. أعيش خلف منزلك وقد أتيت عندما شعرت بخوف ابني الصغير منك

قال:

-منذ متى تعيش هنا؟

فقال:

-قبل ثلاثة آلاف سنة، قبل أن يعيش البشر هنا

قال:

-أراك ثعبانًا جيدًا

فقال:

-لا تحكم على أحد إلا بعد أن ترى أفعاله معك، فهي التي تكشف لك معدنه

المرأة المغربية

قال:

-أنت على حق، لكني أشعر أنك ثعبان جيد. أريد أن أسألك عن أشياء كثيرة

فقال:

-دعني أذهب ولا تدخلني في أشياء لا أريد الدخول فيها، أريد أن أعيش بسلام.

ذهب الثعبان وذهب هو إلى باب المنزل ليذهب إلى شيخ في نفس البلدة ليجلس معه قليلًا.

ولما وصل إلى بيت الشيخ طرق الباب، فأدخله الشيخ ورحب به. لكته وجد امرأة تجلس لا يرى منها إلا عينيها، ورجل آخر معها.

جلس معهم وفجأة أمسكت المرأة برأسها وسألها الشيخ:

-ما حدث لك؟

قالت:

-رأسي تؤلمني بشدة

قال الشيخ:

-لماذا فجأة؟

قالت:

-هل أتكلم وأقول!

قال الشيخ:

-نعم، تكلمي

قالت:

-دخل معه قوة كبيرة هزت المنطقة كلها

نظروا إليه بدهشة وهو ينظر إليهم ثم قال:

-أنا لا أفهم ما الذي تتحدثون عنه

قالت:

-في حديقة في المنزل

قال:

-نعم

قالت:

-داخلها صندوق من الذهب، هو لك

قال:

-كيف عرفتي ذلك؟ وإذا كان ما قولتيه صحيحًا، فكيف يمكنني أخذه؟

قالت:

-القوة التي لديك ستساعدك على ذلك

قال:

-ما هي القوة التي تقصديها ومن أين أتت؟

قالت:

-لا أعرف ولكني أشعر بذلك.

قال:

-لغتك غريبة لست من بلادنا

قالت:

-نعم، من المغرب العربي

ثم استأذن للذهاب ولكن عندما حاول الخروج رأى عيني المرأة تنظر إليه بشدة وكأنها تقول له ألا يذهب، لكنه ذهب إلى منزله وجلس يفكر كيف عرفت كل هذا وسمع هاتفًا يقول له:

هذه المرأة تخدمها مجموعة من الماردة الأقوياء ويطلق عليهم عمالقة الجبال الأمازيغية.

ولما جاء وقت نومه، وهو بين اليقظة والنوم شعر أن روحه على وشك أن تتركه. ورأى أمامه على بعد المرأة المغربية، وكأنها تتمتم بكلمات، وأمامها شعلة من النار.

نظر إليها بقوة، وذكر الله، فأطفأت النار أمامها، وخافت المرأة وقالت وهي ترتجف:

-لا أريد منك شيئًا، لا أريد منك شيئًا، واختفت من أمامه.

استيقظ متفاجئًا بما حدث وسأل فسمع هاتفًا يقول له:

-أرادت أن تسحب قوتك بالسحر لكنها لا تستطيع (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى).

زر الذهاب إلى الأعلى