أدبي

إنسحاب

وقت النشر : 2022/12/11 11:37:44 AM

إنسحاب

بقلم: عزت أباظة

 

حين عشقتك تملكني منك مرض لعين؛ نزفت عليك دمائي حارة ساخنة، فانتبهت لي رغما عنك!

نجح إحساسى المشتعل في جذبك وشدك، ثم صارت علاقتي بك معركة وخصومة وثأر!

لدي أحقاد كامنة وغيظ أود أن تشفى غليلة نفسي منه،

وأنا حين تأدبت في حضرتك استهنت بي فأعلنت لك عن عداء مستحكم قد نشأ جراء استخفافك.

حين بادرتك بالحرب كنت لي جاهزا بعنادك وتصلب رأيك، أتذكر أيام القتال والحرب غير العادلة بيننا؟

أنا لم أكن ندا لك أبدا، ليس لدى سلاح إلا الاندفاع والتهور!

نشب بيننا النزاع لأن جميع الأسباب قد تهيأت له، وكنت ماهرا، تعبئ فتائلك وتلقي بها في قلبي لتحرقني.

لكن رغم كل أسلحتك أنت لا تقوى على إيذائي أبدا، وفي أمر الحرب أنت مجرد طفلة تصارع الجنرال الخبير بأمور الدبلوماسية.

رغم هشاشتي معك إلا أن عودي أصلب مما كنت تظن، تلك حرب عقيمة ونزاعات مريرة لا داعي لها.

أتعجب أن تراني خصما وتبادرني بإظهار العداء، أنا لا أبتغي القتال ولا أنشد العراك، ولو أن في القرب منك تتهيأ أسباب للنزاع فليكن البعد عنك حلا شافيا.

لا داعي لنشوب حرب جديدة فقد اعتزلت الجندية!

لا أحب أن أقاتلك، بل أحب أن أحبك..

لقد رضيت فيك حتى غضبت، شربت حتى ثملت، عبأت زجاجاتي، وبلهيب استعاري أشعلت سيجارتي وأطلقت من فتحة زنزانتي الدخان.

لم أقوى يوما على إيذائك، بل أطلقت النار على نفسي، وانسحبت من ميدان القتال جريحا بينما تفيض روحي ببطء!

 

 

 

ذات صلة
إنسحاب
إنسحاب

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى