تخاريف شتوية

تخاريف شتوية

بقلم: هبة محمد زغلول

ويغمرني شوقي لمكة.. واستحضر بروحي خشوعي ..

وأستعيد جمع زمام عهدٍ ما كنت أنساه وإن فُرط زمامه في سهو أيامي

أعودُ لأقف عند عند أبوابك يخفق قلبي في مهابةٍ لأطهر بقاع الأرض ومركز الأكوانِ

ولأول طرفة عين لبيت الله المقدس تنتفض أركاني

وأزودُ بوجداني لأطوف في فلكٍ أسبح وأبُث أحزاني

أشكو إليك ضعف نفسي .. أبكي إليك قلة حيلتي .. أستعيذُ بك من هواني

أدورُ في حلقاتٍ أبحثُ عن روحٍ قد ضلت عني في غفلةٍ مني وفي عثرة من زماني

هائمةً على وجهي أستجديك طمعًا أن تقبلني وتغفر لي نكوصٍ في إيماني .. أرجوك أعد لي قلبي جميلًا كفطرته وأُحييه بالإيمان كما تحياني.

أطوفُ سبعًا ..وأنتحبُ ألفًا ..وبزمزمٍ أتطهر من ذنوبي وآثامي

كيقين هاجر أسعى وأدعو خوفًا وطمعًا .. ليس لي ملجأ سواك .. وحدك أن تنجيني

اللهم انقطعت أسبابي .. ولكن لا أقنط من دعائي .. أغثني يا مغيث واهديني

أسعى سبعًا ..أصعد ولا أسقط أرضًا .. كيقين هاجر لن تضيعني وسترضيني

أؤوب بتوبةٍ وأتوب .. أشد رحالي كيوم حشرٍ أتجرد من كل متاعٍ وإليك أزود

وفي عرفة مَوقف تغشانا رحمة ..ومن رحم عرفة نولد من جديد .. نذكر الله يذكرنا.. ندعوه فيقبلنا ..بيقين هاجر وثبات إسماعيل وإيمان إبراهيم نرجم شيطان رجيم .. نعاهد الله أنَّا ندمنا على ما فرطنا .. نستعيذ بك أن تفتُنا

ونفيض بقلوبنا من جديد لبيتك المقدس .. نطوف ونسعى.. والدمع يفيض لوداع مكة

لمكة بقلبي مناسك .. تهذب روحي شعائر ..
عند ملتزمٍ ألزم عهدي أن تحفظ قلبي يا الله من ذللٍ ومن ضعفٍ .. وأستعيذُ بك من كِبرٍ ومن جهلٍ .. اسألك أن تجعل قبلة قلبي بمكة وأن تقبض روحي في سجدة..