أدبي

الشعر يهرب من دفاتر عنتره

وقت النشر : 2021/12/06 01:55:17 AM

الشعر يهرب من دفاتر عنتره

بقلم: أشرف النعماني

كل الأمور تغيرتْ
حتى مآثرنا القديمة لم تعد
تلقى قبولا من أحدْ
الشعر والأوراق والكلمات في فمنا
خطايا العاجزين عن الكلام إلى الأبدْ
ما زلت أرفض أن يكون الشعرَ
طفلا ليس يدري ما يُقالْ
ما زلت أرفض أن يكون الشعر لغزا
حائرا بين احتمال واحتمالْ
كل الكلام سيفقد المعنى الجميل
إذا هوى نحو الرداءة واختزال القولِ
في طلب المحالْ
لا تبتروا أيدي القصيدةِ
بالتفلسف والتحذلق والركاكة والهزالْ
الشعر لا يعنى معاني المنهكينِ
الباحثين عن الحضارةِ
والعبارات المنمقة الوليدةِ بين أكوام الرمالْ
الشعر حرف لا يُقالْ
الشعر أبعد ما يكون عن التخفّي
خلف أبواب العبارات السقيمةِ
والخيالات المريضةِ خلف أشباح الظلالْ
الشعر لا يعنى احتمالْ
لا تقتلوا الكلمات من أجل الغرائبِ
والطباع النرجسية في خبايا
النفس كي يحيا الجمالْ
من أجل أن تبقى الحقائق بيننا
لا ترقصوا
كالبهلوان على الحبالْ
قل ما أبيت وما ارتضيت
وما عرفت وما جهلت من الهوى
لابد دوما من خيالْ

يا معشر الشعراء يا أشياع عبلةَ
ألف قيسٍ بيننا
ولأننا من أجل أن يبقى الهوى
بين الحروفِ
كما يريد خيالنا
وكما يريد هروبنا
صار النبيذ على دفاترنا مباحْ
نوع من الهذيانِ
نلقيه على موتى ونسلبه من الموتى
وكل كلامنا كذبٌ
وكل غرامنا دجلٌ
وكل سطورنا في العشق
أفسدها التمادي والصياحْ
أو هكذا قدسية الكلمات عند عقولنا
ما أسهل القول الرخيص إذا أردنا أن نواري
ظلمة الليل الكئيبِ
وندّعي أن الجنون هو البراحْ..

ذات صلة

الشعر يهرب من دفاتر عنتره
أشرف النعماني

زر الذهاب إلى الأعلى