أدبي

لماذا نكتب؟!

وقت النشر : 2022/07/26 11:10:18 PM

لماذا نكتب؟!

بقلم: بشرى محمد
نَكتب لتكون الكلمة حضنا آمنا يلملم فتات أرواحنا المتناثرة فوق ممرات الحياة غير الآمنة. نكتُب لإحداث ثورة الكلمة التي تقوي من ضعف ووهن النفس الضعيفة والمهدرة حقوقها في دنيا البقاء بها للقاسية قلوبهم والأنانية نفوسهم.
الكلمة تعبر الحواجز والمسافات. تسافر بأجنحة الأحرف عبر الزمان والمكان. الكلمة تتخطى الأحلام والأمنيات. الكلمة تجعل الحلم واقعا.

نكتُب ليكون الخيال حياة نحياها في بعض الأسطر المنظمة فوق بعضها وكأنها انتقال من حياة لأخرى. نَكتب لنخرج ما بجعبة القلب من خفايا حزينة يخفيها الكتمان والصمت عن أقرب من لنا. بل نخفيها لكي لا يشعر أحد. ففي حقيقة الأمر لا أحد يشعر ولا ينصت، فتخرج الكلمة كانفجار مدوٍ يصيب الروح والنفس.

نكتب كي نلتقي بحبيب في طريق الأسطر الصغيرة لكي نفترق في آخرها، نلتقي بمن يؤثر حزننا بهم، لا نلتقي في الكتابة بكلمة ملتوية، بل نحن نفعلها لنصف حقيقة مُرة نعيشها، لذلك نكتب لكي يؤنس وحدتنا القلم، ونرسم في غربتنا أشخاصا عِدة؛ شخصا سعيدا، وآخر حزينا، وهناك آخر صبورا، ودودا، وشخصا له من الأحباب آلاف، أرواحهم وقلوبهم معه وليست أجسادا دون مشاعر، وكذلك نكتب لتكون الكلمة عصيّة على واقع يشبه الموت ففي الكلمة حياة، نكتب بعض حروف لتكون كلمة شوق، حنين، آنين، ألم فراق، أو كلمة حب، وهذه أعظم كلمة.
الكتابه بمثابة جبر لروح منكسرة، وقلب به من الشروخ ما يكفي ليتفتت، فالكلمة صرخة مكنونة لا تخرج إلا بنثر أحرف صامتة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى