أدبي

لأنه يخاف الظلام

وقت النشر : 2021/12/16 07:27:56 PM

لأنه يخاف الظلام
بقلم: صفاء كروش

عشر سنوات مضت، وما زلت واقفا مكاني، لا أبرحه ولا يبرحني، فمكانه في قلبي حفر مرة بالضحكات، باللهو، بالأغنيات، بالأمنيات وحفر أيضًا بالآلام، الصرخات، والآهات.

أما أنت أيها الغادر الذي لم يرحم مهجتي، وبسببك ما زالت الدمعة في مقلتي متحجرة، أبية، تأبى الرضوخ لواقع أليم.. فسأظل آتيك في كل مرة وفي نفس الميعاد، لأسألك:
– ألن ترده إلي؟!
تجيبني أمواجه:
– ارحل، ولا تعد مرة أخرى، أما زال يحدوك الأمل، ألم تيأس مني؟ فقط انس.

لم يقل لي كيف؟ كيف أنسى، وأتركه وسط هذا الظلام؟!
إنه يخاف الظلام، كل يوم كنت أسرد له حكاية قبل النوم، وأترك له نورا خفيفا في آخر الطرقة، وأطبع على جبينه قبلة، وأتحسس الخروج من حجرته، أجده يمسك بيدي، ويقول لي:
– أبي، لا تتركني الآن.
فأجد هذا الغادر يقول لي:
– اتركه.
– كيف؟ أتسلبه مني، ولا تريدني أيضا أن أبقى بجواره؟
– لن أمل الانتظار مهما مللت مني؛ فسأظل آتي إليك كل مرة في نفس الميعاد، وأسألك أين صغيري؟! وسأظل أسرد له حكاية قبل النوم، وأترك له نورا خفيفا، لأنه يخاف الظلام. 

ذات صلة

لأنه يخافُ الظلام.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى