أدبي

قلب هش

وقت النشر : 2022/01/15 07:51:39 PM

قلب هش
بقلم: أسماء محمد خضر

لقد أصبح قلبي هشا للغاية، يحزن لأقل الأسباب، يخشى على نفسه الجرح، يئن كثيرا عندما يسمع ما لا يطيق، أصبح يغالي كثيرا، يهرب ويبتعد إذا ما لمح أحدهم بشيء قد يضايقه.
هل أصبح به عطب ما؟
أم أن الحياة قد غالت عليه كثيرا في الحمل فيما سبق؟ فكان يتحمل ولا يتكلم، يتجمل ولا يئن.
ولكنه الآن يغالي، نعم يغالي كثيرا في ألمه وفي حزنه، يعتصر لأقل الأحزان وكأنه يعاقبني لأنني حملته ما لا يطيق.
أصبح الآن يطبق قانونه في الحياة “اعتزل ما يؤذيك” فإن
لم تعتزله بجسدك سأعتزله أنا وإلا سأهترئ، وحزن وراء حزن حتى ينقطع الوتين.
هكذا عاتبني قلبي أو توعدني لا أعرف.
ولكن،
ولكن لم يعد لي وجه كي أهدهده، فقد نفدت طاقتي على ما طمأنته به سابقا ولم يجد مراده.
لقد انطوى قلبي على نفسه، لم يعد يعطي لأحد أكثر من فرصة، كلمة واحدة قادرة أن تذيبه بلهيب، فيدير ظهره ويعتزل ويبني سورا ليس بينه وبين من يسيئ له فقط، بل بينه وبين من يستشعر مجرد استشعار أنه يحمل الشر في نفسه.
نعم،طالما حدثني قلبي بصدق، ويستشعر صدق من حوله أو كذبه، حتى أنني بت أخاف حديثه، فدائما ما يصدق قوله حتى بات القلب يخاف نفسه.
فرفقا بالقلوب لأنها تختنق،
حتى وإن كانت في عيونكم صلبة، فرحة، طائرة فهي في حقيقة الأمر تكسر وتختنق وتعتصر ألما.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف.

ذات صلة
زر الذهاب إلى الأعلى