أنا الضاحك الباكي
بقلم: رويدا عبد الحي
سأظل أبكي بعيون مبتسمة رغم الدموع، سأظل أتناثر في الطرقات أهذي وكأني فاقد الصواب مجنون، سأظل الضاحك الباكي الباحث عن قطرة حب صادقة تروي ظمأ نبتة صغيرة داخل قلبي ترحمني من الذبول، سأظل تائها بين الوجوه باحثا عن أن أكون أولا أكون، سأظل شتاءً قارص البرد بلا مطر فقد جفت من البكاء العيون، سأظل صيفا لا تمر به نسمة رقيقة من عذب النسيم، سأظل ربيعا أزهاره تأبى التفتح خوفا من أن تقطفها يد القسوة فتحرمها الحياة، سأظل فجرًا فقد الضياء فعميت عيناه فصار لا يتلمس إلا سوادا عميقا لا يدري أين منتهاه، سأظل عمرا مرت سنواته دون أن يحقق مبتغاه،
سأظل بيتًا يأوي الموجوعين، ويطيب جرح المجروحين، وعندما تتهاوى جدرانه ويحتاج لترميم لا يجد من يعيد له الحياة فيصبح أطلالا
يجلس فوقها ينتحب بصوت لا أحد يسمع صداه..
سأظل أنا المانح المحروم
سماءه خافتة النجوم
وشمسه محجوبة خلف الغيوم
سأظل أنا ضاحكا باكيا
باحثا عني.. أكون أو لا أكون
