كتبت: رباب سمير غانم
من منا لم يشعر بالضيق ولا يعرف السبب وراء ذلك الضيق؟ أو ينتابه شعور بالسعادة لمجرد أنه كان يجالس شخص سعيد ؟! جميعًا نتعرض باستمرار لتلك الحالات، والسبب الرئيسي وراء تلك المشاعر السلبية التي تنتابك هم أشخاص يسمون بسارقي السعادة، فمن هم؟
سارق السعادة هو ذلك الشخص الذي يسعى جاهدًا إلى بث الطاقة السلبية التي يمتلكها فيك، ينشرها في كل مكان حوله فينتقل الحزن والضيق منه إليك، لذلك تجد نفسك لا تعرف أحيانا لماذا هذا الضيق الذي ينتابك.
عندما أجريت الدراسات في هذا الموضوع، وجد أن الحزن والضيق ينتشر بسهولة بين الأشخاص لذلك حثنا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- على تعلم دعاء الكرب والهمِّ والحزن: فعن عبدالله –يعني: ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه- قال:
قال رسولُ الله ﷺ: ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآنَ ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي؛ إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزنَه، وأبدله مكانه فرحًا، قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلَّمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلَّمها. ” أخرجه الإمامُ أحمد -رحمه الله- في “مسنده”
ابحث عن مصدر السعادة داخلك، رددها دوما حتى تصل إلى الاتزان النفسي الذي يساعدك في السعي قدما نحو مستقبلك، واحذر الجلوس مع من يمدك بالطاقة السلبية لأنه سيصيبك ما أصابه، تعلم أن ترافق المتفائل الطموح، والذي سيساعدك على الاستمتاع بالحياة، تعلم كيف تعطي الحب وتنشره لمن حولك، العطاء في الحب أسمى وأنقى درجات الحب.
كنت أجلس مع بعض الأصدقاء فسألتهم عن السبب الذي يجعلهم سعداء فرد أحدهم أنه سيكون سعيدًا عندما يمتلك سيارة فاخرة، وردت الأخرى أنها بالتأكيد ستكون سعيدة عندما تخسر بعض الوزن، ولكن للسعادة معنى آخر فهي لا تنبع من اقتناء الأشياء أو تحقيق الأهداف؛ إنما تتمثل في الرضا بحياتك والارتقاء بالنفس بركعتين في جوف الليل، غذاء الروح العبادة فاحرص دومًا على علاقتك بالخالق، استمتع بالعبادة تكن أسعد الناس ولا تجعل تحقيق الأهداف السبب في سعادتك لأن السعادة هي ما تسبب النجاح وليس النجاح هو ما يسبب السعادة.
