أدبي

مذكرات جوزائية

وقت النشر : 2022/09/06 02:45:19 PM

مذكرات جوزائية

بقلم شيماء عبد المقصود

لم أكن أتصَّور نفسي يومًا فنانةً تشكيلية. ولم أستطع أن أُلحن مرةً مقطوعة موسيقية. فكلّ ما تفننت فيه ليس إلا إيحاءات ألهمني الله ورزقنيه إياها بغيرحولٍ مني ولا قوة. وفي حدود علمي وتَصَّوري دائمًا أنَّ هناك داخلَ كلِّ شىءٍ ساكنَ حياة أخري مثيرة للشَّغف والإلهام تدعوك للتَّمعًن وبدقة لا سيمَّا في بوح الصورة.

ففي هذا العالم اكتفيت برفقة تأملات الروح لأستمِدَّ منها كل ما هو نافعٌ في حد ذاته. وليس مجرد تأملات بلا جدوى ولا منفعة أو أي تقليدٍ أعمى. فكانت الحصيلة هي انطلاقةٌ جديدة في مجرى إلهامي وإطلاق صراح كلماتي في كل عنان. تطير كما النحلة من زهرة إلى زهرة تمتص الرَّحيق الطيب لتخرج أجمل ما فيها من كلماتٍ لربَّما تسكن القلوبَ قبل الأبدان والعقول.
بطريقةٍ أو بأخرى نحن جميعًا بحاجةٍ إلي أن نخرج قليلًا عن إطار المألوف بفكرةٍ أو بصورةٍ، أو ما شابه ذلك لنجدد أجمل ما فينا. فالوجود من حولنا يدعونا لذاك التأمل.
والعبرة
ليست بمَن الأحسن أو بمَن الأسوء. فلن يبلغ أحدا الإتقان في شىء إلى حدِّ الكمال ومن سوَّلتْ لهُ نفسه لغير ذلك فهو مخطىء.

أنا أُؤمن بأنَّ اختلاف الفكرة دون غيرها وإن كانت ضئيلةً في مَكْمنِها فذاك في حد ذاته يخلق روح الإبداع لدي الفنان أو الكاتب مما يحفزه ليثبت وجهة نظره التى يؤمن بها. وإن لم يوافقه الكثير فيكفيه شرف المحاولة مرارًا وتكرارًا إلى أن يصل إلى هدفه.
ويكفيني من خلال قِرَاءتي أني قابلت فلاسفة ومبدعين من مئات السنين. منهم من رأيته مؤيدًا لرأيي ومنهم يستحق أن نأخذ بعين الاعتبار آراءه الجلية التي تضيف مواضع كثيرة كانت غائبةً عن أذهاننا. فبالرغم من كل ذلك إلا أنَّهم مغمورون بين طيات الأرفف فى المكتبات العامة، والخاصة، لا يلْقى إلى محرابِ علمهم إلا القليل.
ما أروع أن يتعلم الإنسان علي يد هؤلاء الفلاسفة جليل الكلام ويتحدث بلغتهم وينطلق بوحي كلماته في إلهامهم..!!

قال سقراط: إنَّ الشعر وليد الإلهام، لا الصناعة.

والشاعر الفذ عند أفلاطون ليس ملهَمًا بفتح الهاء،فحسب ولكنه ملهِمًا بكسرها. كذلك، الشاعر الفذ يأخذ الوحي منبعه وهو ربة الشعر، ويصبح بدوره منبعًا من منابع الإلهام. ويلهم النقاد أيضًا فيذكي فيهم ملكة الذوق والإحساس بالجمال.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى