أدبي

سجين الروح (الجزء الأول)

وقت النشر : 2022/12/29 12:02:38 AM

سجين الروح (الجزء الأول)

بقلم: حسين حشيش

بدأ المشوار وظلت الأماني تَتوالى
ولا أرى سوى أمالاً تَنهار
في الواقع أراها قريبة ولكنها تأتي بأفكار
انتظرت طويلاً وقلبي في انتظار يواسينى بكلمات أسمع صَداها كانفجار
من أين تأتى؟ ولازِلت سَجينا دونَ اختيار
شخصٌ يعيش في ظِل الأفكار كطريح الفراش
يرى النورَ ظلامًا، تَغيب الشمس من عينيه
ولا يرى إلا خسوف الأقمار
بدأت القصة وفي كل صباح
يَظن نفسه رَجل الأقدار
رجلاً تتحاكى عنه كُل الأخبار
عندما يتكلم لا يسمع إلا نَفسه
إلا ذَاتَه، وفي داخله ألفُ انكسار
ُيريد أن يدور العالمَ حَوله
يُريد أن يعيش في ازدهار
ازدهارٌ معنوي وإن كان لا يملك درهماً أو دينار

ازدهار العقول

ازدهار العقول كالانتحار
إن كان بلا معرفة أو بدون تجاربٍ أو حوار
كل هذا وأكثر، وما زال كل هذا كإنذار
وبدأت قصص تتوالى حتى زاد ضياعاً ودمار
ياليته أدرك أنه ذاهبٌ إلى عمق البحار
حيث لا رجوع ولا سفينة بشراعٍ أو بقبطان
غريق بلا جسد، سجين بلا حُكمٍ بلا قُضبان
ولكن بقلبٍ ينتظر دون موعدٍ أو لقاء
هكذا هي الحياه تدور ونَحن بداخلها
نطير إلى أبعد مايكون ونبني خيالاً بأفكار
ولكن من تكون؟
أين أنت من نفسك؟
أين أنت أمام العيون؟
سَتظل حائراً ولا ترى شيئاً وأنت مدفون
سوى مكانك حيث تكون
والآن يعيش خيالاً واسعاً وتهيم نفسه
ويبحث عن عشقٍ حَنون
برضا نفسٍ وإن كان مجنون
فمن تكون تلك التي ستأتي وتنسى من تكون
أتهبط من السماء؟
وتنسى من تكونَ أنت، وهى من تكون؟
تأتيك بالضياء، تأتيك باشتياق، تأتيك بالحياة وأنت مشنوق

أنت مسجون

كل يوم تزدادُ سوءاً، تعيش يوماً بقرون
وهل ستأتيك وأنت مسجون؟!
سجين الروح بلا حراس، بلا قانون
في كل صباح تأتيه في اليقظةِ أحلام
وعند المساء يعيش معها في انسجام
انسجام الروح ولكن بلا وئام
فهو يعلم ما بداخله ولكن يكابر
يقاوم نَفسه ويَرسم طريقاً بأوهام
إلى متى الانتظار؟
ومن ستأتي؟
وذات مساء وكان النوم سبات
أضاء قلبه نوراً تلاشى ما به من ظلمات
لقد وجد نفسه، وجد من كانت تراوده منذ سنوات
لم يكن يتخيل أنها ستأتي كما يشاء
أتت إليه وأكثر مما كان يظن أنه آت
فحديثها بَرّاق
وأجمل من أن يوصف أو يقال
جاءت ولا زِلت لا أصدق
ولا زال الانبهار يَشدني ويجذبني
جاءت ومعها شمس النهار
جاءت قبل أن أضيع من نفسي وأنهار
وجدتها كأننى أعرفها وتعرفنى منذ أنْ كُنا صغار
أسعدتني وأنهت ما مضى كإعصار
ولكني الآن في حيرةٍ من أمري
هل ستعشقني؟
هل سأكون لها منقذا؟
كيف لي هذا وأنا من أنا؟
وهل ساقع في حبها دون جدوى
أم أكتفى بأني وجدت نفسي عندها؟
حديث يطول وقلبٌ صبور ولا أرى غَيرها
بدأت العين لاترى سِواها وبدأت الأوهام تنتهي وبدأ المشوار من جديد والآن وجدت نفسي

وجدت نفسي

هل حقا وجدت نفسي؟
نعم وجدتها بعد غيابٍ طال عمره أعوام
هل حقا أحببتها؟ أحببتها أعوامًا وأعوام
أحببتها وانتظرت قدومها عاماً بعد عام
سألت نفسي: يا ترى ستأتي من بعيد؟
ومر العمر واقتربت من عامي الثلاثين
رأيتها وكنت لا أعرفها
عرفتها وكأني لم أعرفها
هل كنت حقا أعرفها؟ هل هي من أحلم بها؟
نعم هي، عرفتها من عينها و انتظرت كثيراً من أجلها
كم أنا مشتاقٌ لسحرها!
كم بحثت عنها ما أحياني الله لعشقها
ونفسي تراودني وتسألني هي حقاً من تُريدها؟
أهي صدقاً من تبحث عنها؟
نعم هي، الآن يا نفسي اكتملتِ الآن
أصبحتِ بعد ما كنتِ، بعد ما بحثتِ، بعد ما تمنيتِ
تحقق الآن حلمي وسأنسى بها أمسي
سأبني لها صرحاً من الحب
كفى ياقلبي فَرحاً.. رويدا
ماذا سأفعل إن رأيتها وأنا أمامها وأنظر في عينها؟
هل سأقوى على نُطقها؟
أم سأضيع وقتها وأنسي من أنا؟
ما أجمل خُطواتها
تأتي كالضياء، تأتي بالنقاء
كل العالم يتلاشى

كاشف

يخفق قلبي وترقص روحي على خُطاها
ولا أرى بعيني ولا أذكر شيئاً سِواها
جَلست وفي عينها أرى جنتي
أرى مامضى من غفلتي
من ضَياعٍ كُنت فيه لا أنتهي
قُل ولا تخف، اشرح كما ينبغي
صف ما تمر به وتشتكي
حتى تكون على علمٍ من أمرها
فلها ألف سور وقصر مُشيد
وما بين هذا وذلك ألف حارس
ولا ألوم إلا نفسي وأعتذر وأقول آسف
على مافرطت في نفسي
دَمرتُ نفسي بنفسي بحزامٍ ناسف
سينتهى كل شيء وأبدأ من جديد
وأرجو أن يكون معي بعد عمر ضاع مني
وكنت أنتظر أن يأتِيني من الله كاشف

سجين الروح (الجزء الأول)بقلم: حسين حشيش
سجين الروح (الجزء الأول)
بقلم: حسين حشيش

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى