أدبيمقالات متنوعة

بقلم رصاص _ هنا نصمت قليلًا _ مروة حمدي

وقت النشر : 2024/09/20 11:35:44 PM

بقلم رصاص

هنا نصمت قليلًا

بقلم: مروة حمدي

في زاوية غرفتها الهادئة، حيث تتسلل أشعة الشمس كخيوط ذهبية ترسم لوحة من النور على جدار قلبها الصغير، استرقت صديقتنا لحظات من الزمن، عائدة إلى بستان ذكرياتها.
هناك، حيث تتراقص الألوان كفراشات تتنقل بين الأزهار، وتشتم عبير الجوري يفوح من يديها وهي تلامس خدود زهرة الأوركيد المفضلة لديها، تجلت أمامها حكايا سطرها هو بحروف تنبض بعبق الحب.

كانت كل كلمة تقرأها تتفجر كالينابيع وينسال منها مطر الذكريات، هناك حيث زهر الخزامى، تعطر الأجواء وتنعش الروح وكأنها تعيش حاضر الماضي الآن، أبْحَرت صديقتنا ولم تعرف يومًا طريق العودة إلى الشاطئ.

تأخذها النسمات تارة فتسرح بخيالها في الكلمات وترجعها الذكريات تارة أخرى إلى آن لا يوجد فيما كان.
عوالم شتى من الأحلام والمشاعر والآمال، حيث يزهر الحب في كل بقعة في ذلك البستان.

إنها تعرف جيدًا أنها تغرق في الماضي، لكنها لا تملك القرار في قلبها الصغير الذي مازال لم يتعلم كيف يكبر حتى وإن كسى النهار ليل خصلات شعرها المجدول.

حين ذاك اجتذبت أنفاسًا عميقة، كانت كأنها تحتضن تلك اللحظات التي تنساب كالنهر، فتملأ رئتيها بمشاعر لا تنضب.
وتنهيدة أعمق كتنهيدة “هاميس” العروس في عيد وفاء النيل قبل وكأنها ترفع إبريق الذكريات، لتشرب من نبع التضحية الذي لا يجف.

تنهدت وتنهدت ثم أغلقت صندوقها، وأدركت صديقتنا أن تلك اللحظات؛ رغم انقضائها، ستظل حية داخلها، كنجوم تتلألأ في سماء روحها.

في كل مرة تشعر بالحنين ستعود إلى ذلك البستان، كلما احتاجت إليها عادت ونهلت منها ما يكفيها، فالسعادة يا عزيزي لا تدوم طوال الوقت وهنا الحكمة تقتضي أن تقنع بما لديك وتجعل من لحظات سعادتك أوكسيجنًا يدوم لرئتيك التي تحتاج الهواء، حينها ستنبت حتى تنبت أزهارك حتى تحت ضوء القمر.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى