أدبي

إرهاصات

إرهاصات

وقت النشر : 2022/03/09 12:51:43 AM

إرهاصات

بقلم: رشا كمال

وييجي الليل فتتبدل ملامحنا، وتتجدد أمانينا
وتصحى الذكرى جوانا، فنكتم صرخة بإيدينا
وييجي الليل فتلقى بنت لسه صغار، ولون الدنيا فى عيونها لسه خَضَار، زى أى بنوتة، بتحلم ييجى فارسها، يشق بخيله صمت الليل ويخطفها.
ما تعرفش إن لون دنيتنا مش باللون اللي فـ عيونها
ما تعرفش إن فارسها، ده صورة بس فـ الأحلام، وإن ياما لسه بكرة مستنيها ومخبية الأيام.

وييجي الليل فتلقى الراجل الغلبان، الشقيان، الهلكان، مريح عضمتين جسمه، عشان يشحن لـ هَم جديد، مستنية فـ بكرة اللى أكيد شبه يومه، وشبه أمسه، ده شيء مضمون وحاجة أكيد
ورغم الخنقة، رغم الحال، فتلقاه راضي ما بيشكيش
تقوله مالك يا عم الحج؟ يرد: مفيش
وتلقى الضحكة سابقة نصيحته، ويقولك: ياما الدنيا يابنى هتوريك.. ساعتها يابني خد وجعك وروح لربك احكيله، ومين غير ربك على وجعك تحكيله وتشكيله؟!

وييجي الليل فتلقى الواد اللى دايب دوب، هايم ويَّا خياله، في ست الحسن اللى طيفها جه وناداله
ويملك إيه يا قلب أمه غير الطيف اللى بيجيله، ما ست الحسن مشغولة بدنيتها وعايشة حياتها، ولا تدرى يا عيني شيء عن المسكين وعن حاله
بيفرض ضيق ذات اليد قانون معروف، ما لكش تحب يا غلبان، ولو على عينك اتنيلت فـ يوم حبيت دى مشكلتك، ما قولنالك من الأول ما لكش تحب
ايه؟ نسيت نفسك؟ وفاكر نفسك كما المخاليق؟
ده انت يا البعيد حلوف، عقابا ليك على حبك، تاخد قلبك الولهان وتدبح فيه، يا إما سيبه ينبض ما يجراش.. بس الآهة ما تقولهاش، حتى الدمعة فـ عيونك تحبسها ما تنزلهاش، عذابك يبقى صامت خالص، ما تدوشناش.

تعالى يا ليل أمانة عليك، ما تتأخرش.. وتسترنا بسواد لونك وما تزمجرش.. عشان لما ييجى الفجر نكون جامدين وما نضعفش..
نسيب ويَّاك جراحنا وضعفنا أمانات، ونقضي يومنا وما ننهارش.. ونستقبل جديد مكتوبنا مـ الأقدار..
وطبعا عارف انت يا ليل.. قصاد أقدارنا ما بنختارش.

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية.

زر الذهاب إلى الأعلى