بقلم : تقى عبد العزيز
السحر ليس فقط لأعمال الشر أو الخير ، فالسحر يكون في أعذب الكلمات و الألحان ، في أعذب الهمسات و النظرات و اللمسات ، سحر القلوب و الوجدان ، و العقل الذي يسهر الليالي في التفكير مشغول البال ، إنه هو إنه سحر الحب ، حينما يشغلك شخص فجأة بدون سابق إنذار .
لا تعلم متى حدث هذا ؟ و كيف حدث ؟
تنظر للمرآة فجأة تجد تغير في الأحوال ، كالأهتمام بأمرك في الشكل الداخلي والخارجي و المأكل و المشرب حتى ترى السعادة في عين شريكك ، تغار عليه و بشدة و لا تريده أن يغيب عن ناظريك و لو لبرهة من الوقت ، فتجد بأن غيابه للحظة و كأنه مر أعوامًا كثيرة على الغياب ، فتشتاق له دائمًا حتى في لحظات وجوده معك ، الحب كنسيم الربيع يمر عبر أراضيك لا تستطيع أن توقفه .
و لكن !
و لكن أغلب الأوقات يأتي الربيع على أرض صحراء جرداء فلا تستطيع أن تشعر بوجوده ، أو يأتي على أرض بها فساد في الطلع .
كذلك الحب قد يكون حب من طرف واحد ، أو يكون الحب تمثيلًا و لعب بالمشاعر.
أو قد يكون حبًا من الطرفين و لكن أحدهما جبانًا ضعيفًا فيتخلى عمن يحب بمقولة قدر ومكتوب ، أو قد يكون شجاعًا يحارب الكون من أجل من يستحق و لا يمل حتى يفوز بها .
و لكن !
ولكن يجب أن تختار الذي يستحق قلبك ،فليس الجميع من يستحق ، يجب أن تتأنى في الإختيار ، حتى لا تصاب بالصدمة و خيبة الأمل و تكره النوع الثاني من النساء أو الرجال
و تتحول لكاره و حاقد و تبدأ باللعب في مشاعر الآخرين و تبدأ في الإنتقام منهم بسبب شخصية معينة قابلتها بحياتك فليس الجميع سواسيه في الأخلاق أو الأشكال .
فالحب نعمة من الله عز و جل و يجب الحفاظ عليها و ألا ندنسها بالتمثيل و الرهانات ، فالحب ينبع من القلب وليست كل القلوب صافية تحب بصدق .
و أنتي يا عزيزتي قد سرقتي النوم من بين جفوني و أشغلتي عقلي و وجداني بنظراتك و ضحكاتك التي تنبع من قلب صافٍ لم يتلوث بعد
برغم الظروف و السقطات التي كسرت قلبك و جعلت منكِ ملاكًا بدلًا عن شيطان كاره للحياة و لبني جنسه من البشر.
كم أحببتك حينما تساعدين من يسقطون في فوهات الزمن و لا تنتظرين رد الجميل
حتى و إن تركوك وحدك بعد كل ما صنعته من أجلهم لا تغضبين و تقولين لقد كنت مرسالًا لهم فقط من أجل إكمال أحلامهم .
كم أحببت لطفك و عطفك على الكبير و الصغير و حبك لجميع المخلوقات من حولك ، أراكِ كالحب يعصف في أي مكان تذهبين إليه .
و لكن !
و لكن أعتذر لكِ من كل قلبي لأنني جبان أخشى أن لا أستطيع إمتلاكك
فقررت الإختفاء و الإبتعاد عنكِ بدون إخبارك بما في قلبي لكِ حتى لا أرى دمعة تتساقط من عينيكِ بسببي .
فدموعك تشبه نوع نادر من الأحجار الكريمه و لا أحد يستطيع أن يدفع ثمنها مهما تبلغ ثروته
فأعذريني على إختفائي المفاجئ بدون حتى إخبارك فلم أستطع أن أقول لكِ كلمة الوداع و لكن ستظلين بقلبي حتى الممات .
و هكذا كان الحب قد تم دفنه بسبب الخوف و هو لم يعلم هل وقعت في حبه هي الأخرى أم لا .
و لذلك أخبروا من تحبوهم بأنكم أحببتهم قبل فوات الأوان فقد لن تجد من يحبك و تحبه أيضًا بصدق مرة أخرى
فأجتمع بمن تحب حتى لا تعود للندم بأنك قد خسرت كنزًا لن تجد له مثيل مرة أخرى .
