أدبيمقالات متنوعة

رسائل إلى صديقتي سبيستون بقلم: حنان العسيلي

وقت النشر : 2024/09/01 09:40:00 PM

رسائل إلى صديقتي سبيستون

بقلم: حنان العسيلي

صديقتي المؤنسة الحبيبة سبيستون..كيف حالك؟ أتمنى أن تكوني بخير وأن يكون كل شيءٍ على ما يُرام.
لم أكتب لكِ لأخبركِ عن أحوالي، فلا أدري كيف أحكي لكِ ومن أين أبدأ ؟
مشتتٌ عقلي، وتفكيري كأوتارِ عودٍ ضلَّت طريقها ففشلت في عزفِ لحنٍ متناغمٍ.
أردت فقط بأن أخبركِ بأنني أفتقدك وأفتقد معكِ أيام طفولتي، ومراحل عمري المختلفة الماضية.
لم أعدْ تلك الفتاة التي كانت تقفز فرحًا حين تنال درجةً عاليةً في أحد الاختبارات، أو حين يخبرها والديها بنزهةٍ جديدة!
كبرتُ ولكن عشقي للكرتون ولحكاياتِ الأطفال المؤنسة ولدمياتي العذبة لم يكبرْ.

كم تمنيت حين كنت صغيرةً بأن أكبر، ولكن لست وحدي من كانت تتمنى تلك الأمنية، فكل الفتيات الصغيرات يحلمن منذ الطفولة بأن يكبرن..

أتعلمين؟..أوجاع العالم تؤلمني..صرت أخشى الصباحات الجديدة..بل صرت أخشى النوم!
كثيرًا ما أرتعد في كل صباحٍ حين أتفقد الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي.
أهرب من بشاعةِ عالمنا لعالمي الافتراضي الذي تعلَّقتُ به منذ أقبلتي عليّ بحكاياكِ الفريدة ودنياكِ الدافئة.

أخبريني عن أحوال سالي..ريمي ..سندريلا ..بائعة الكبريت، وفادي بائع الحليب..
أين أجدهم اليوم؟ وهل بالفعل من الممكن أن أجدهم؟
كم أود لو أعرف ما هي أحوال سالي بعد أن خرجت من محنتها وورثت والدها، وسامحت كل من أساء إليها؟
وماذا فعلت ريمي يا تُرى بعد أن مات العم الطيب عازف الكمان فيتاليس؟ وكيف كان لقائها بأمها؟
وهل صارت سندريلا سعيدةً في حياتها الجديدة مع الأمير النبيل؟
أما بائعة الكبريت فلقد انتهت حكايتها حين خرجت في ليلِ شتاءٍ قارس تبيع الكبريت، وعزائي الوحيد لنهايتها المأوساوية أنها ستنعم بجنة الرحمن وسوف تقابل جدتها الحنون..
ولا أنسى فادي بائع الحليب، وما آلت إليه روحه البريئة بعد وفاة جده، كان فادي رسامًا ماهرًا، ولكن حين توفى جده وحين رسب في مسابقة الرسم، لم يجد من يعتني بهِ، وقبل أن يلحق بجده أنقذ أسرةً من الضياع حين أعاد إليهم كيسًا من القطع الذهبية؛ قد ضاع منهم !
لقد أخبرتكِ عن بعضٍ من أصدقائي المحببين لقلبي، ولكن لازال هناك العديد والعديد منهم.
أود لو تُخبريني أنتِ عنهم..
كيف حال روبن هود، عدنان ولينا، سندباد، كابتن ماجد، روميو وعهد الأصدقاء؛ همتارو، كوزيت والبؤساء، وأنستازيا؟
دومًا ما كنتِ تخبريني بأنكِ ستعودينَ بعد قليل، وكنتِ بالفعلِ تعودينَ.
لازال هناك الكثير من الحكي لديكِ بكلِّ تأكيد، ولازال لديَّ الكثير من الاشتياق لسماعك بكلِّ تأكيد.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى