مقالات متنوعة

عمليات التخسيس.. ما لها وما عليها أنواعها، مزاياها، عيوبها

سلسلة فقه الغذاء "الحلقة الثانية عشرة"

وقت النشر : 2022/08/10 08:26:00 PM

بقلمي.. صيدلي محمد السيد

 

للأطلاع على الحلقة السابقة من هنا

 

في حلقة اليوم من حلقات سلسلتنا المباركة والمفيدة “سلسلة فقه الغذاء” والتي نناقش فيها كل ما يتعلق بالطعام الصحي والتخسيس وضبط الوزن من أكثر من وجه ومن أكثر من زاوية ومنظور، ونحن نناقش اليوم موضوع يشغل بال الكثيرين منا الذين يتوقون لإنقاص وزنهم والحصول على جسم رشيق وقوام ممشوق، وأيضاً من يحاولون الانتظام في نظام دايت أو رجيم ولم يلتزموا به ولم ينتظموا عليه، وباءت كل محاولاتهم بالفشل؛ فلجأ البعض منهم إلى تلك العمليات كحل لمشكلة السمنة المؤرقة والمرهقة بدنياً ونفسياً ومادياً واجتماعياً.

وها نحن نتعرض لتلك القضية في هذه المقالة واضعين بين أيديكم خطوط عريضة تساعدكم في اتخاذ قرار وبناء صورة ذهنية عن تلك العمليات لمن سمع عنها أو يحاول عملها وهذا طبعا بعد استشارة الطبيب الجراح المختص بعمل مثل تلك العمليات «عمليات السمنة المفرطة وضبط الوزن»

تنقسم عمليات التخسيس إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

1_ ما يطلق عليه العمليات الصغرى
أو ما يعرف بال Minor Surgery .
2_ العمليات الكبري أو ما يعرف بالMajor Surgery .
3_ عمليات إعادة التشكيل Reshaping Surgery مثل عمليات النحت والشفط.

وهذي رؤوس أقلام لكل قسم على حدا بشكل من التفصيل غير الممل والإجمال غير المخل:

أولاً:

العمليات الصغرى Minor Surgery
يندرج تحتها نوعان من العمليات البالون BALLON أو الرينج RING،
فيقوم الجراح المختص بجراحات السمنة بإدخال بالون أو رينج إلى المعدة لتحتل جزء كبير منها، وبالتالي يقل حجم المعدة الفعلي، ويقل معه الميل إلى تناول الطعام نتيجة تقلص حجم المعدة المستعدة لاستقباله فينقص الوزن بناءً على ذلك.

 

تنبيهات هامة خاصة بذلك النوع من العمليات:

1_ يجب المتابعة مع طبيب التغذية المختص قبل وبعد العملية؛ كي ينظم الطعام المتناول كما وكيفا.
2_ تلك العمليات ينتج عنها بعض الآثار الضارة لبعض المرضى مثل التهاب جدار المعدة أو التهاب جدار المريء نتيجة استخدام البالون أو الرينج الموضوعين بهما.
3_ يجب تعويد الجسم على نوع وكمية الغذاء الصحي والمفيد
حتى إذا ما تم إزالة البالون أو الرينج يستطيع الجسم التعود والتأقلم على الوضع الجديد.
4_ بعض المرضى يعودون للإكثار من تناول الطعام بشراهة بعد العملية فتزيد أوزانهم بفظاعة أشد وأضر.

ثانيا:

العمليات الكبرى MAJOR SURGERY
يندرج تحتها نوعان من العمليات وهي تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة ويعتمد اختيار إجراء إحدى العمليتين على تشخيص الطبيب وتقييمه للحالة المرضية للحالة، وأيضا يعتمد على الطعام الذي يتناوله المريض كماً وكيفاً، فإذا كان المريض يتناول《طعام غير ضار كيفاً لكنه كثير كماً 》كماً عندئذٍ يقوم الطبيب بترشيح عملية《تكميم المعدة》لاجرائها للمريض، وإذا كانت الحالة تتناول {كميات طبيعية من الطعام أو متوسطة لكنها ضارة كيفاً} لكونها مليئة بالسعرات الحرارية العالية والضخمة مثل الفاست فود والجانك فود والمعلبات وغيرها من الأطعمة الضارة والمليئة بالسعرات الحرارية عندئذ يرشح الطبيب عملية{تحويل المسار} للحالة لإجراء العملية له.

كما يعتمد قرار الطبيب الجراح أيضا في إجراء تلك العمليات على الوزن التحليلي للحالة من حيث نسبة العضلات والدهون وكثافة العظام ونسبة الرطوبة بجسمه وأيضا ننوه عزيزي القارئ الكريم إلى ضرورة المتابعة مع طبيب التغذية واستشارات السمنة قبل وبعد إجراء العملية، فكلما دخلنا العملية بوزن أقل فهذا يساعد على نجاح العملية في العموم بالإضافة لسرعة حصد النتائج الإيجابية للعملية والمزايا الصحية للجسم.

كما يجب المتابعة أيضا بعد العملية؛
لأن حجم المعدة يتقلص وتقل معها الرغبة في تناول الطعام؛ فنحتاج عندها إلى إدخال نوعيات أطعمة مفيدة حتى لا تصاب البشرة بالإرهاق والشحوب والجسم بالضعف والهزال والأنيميا وباقي أجهزة الجسم بعدم الكفاءة.

كما أن الطبيب يكتب للمريض الذي أجرى العملية بعض الفيتامينات والمقويات وغيرها من الأدوية بعد العملية؛ فيجب أخذها في الاعتبار والانتظام عليها بعد العملية.

ثالثاً:
عمليات ال RESHAPING أو إعادة التشكيل كالنحت والشفط، وهي عمليات تجميلية؛ يقوم بها جراح التجميل أكثر منها عمليات سمنة أو إنقاص وزن؛ حيث إنه بعد عملية إنقاص الوزن فإن بعض المناطق في الجسم مثل الصدر أو الثدي؛ ومثل الأرداف أو البطن تكون مليئة بالدهون وغير منسجمة ومتناسقة مع باقي الجسم من حيث الشكل، فيتدخل جراح التجميل المختص بتفتيت وإذابة مثل تلك الدهون بالشفط أو النحت.

لكن يجب أن نعرف أنه في حالة الإكثار من الطعام بعد العملية وزيادة الوزن مرة أخرى؛ فإن الدهون تتكثف في منطقة أخرى غير التي تم نحتها أو شفطها فيتشوه الجسم مرة أخري وتضيع نتائج العملية سدىً.

نصائح هامة لمن هم مقدمون على مثل تلك العمليات:

1_ استشارة الطبيب المختص بالجراحة
2_ محاولة المقارنة بين السلبيات والإيجابيات الناشئة عن قرار إجراء العملية أو عدمه

هناك بعض مرضى الضغط والسكر والقلب صعب السيطرة عليهم وحالتهم خطيرة أو بعض مرضى العظام التي تزيد آلامهم ومعاناتهم مع زيادة أوزانهم؛ فهنا تكون عمليات التكميم وتحويل المسار خطوة قوية جداً وإجراء مهم لإنزال الوزن والتحكم في تطورات التدهور لتلك الأمراض والناشئة عن السمنة.

3_ الإلمام بكل نتائج العملية من مجهود بدني ونفسي ومادي، ومحاولة التأقلم مع سلبياتها واستغلال ايجابياتها ومزاياها.
4_ تلك العمليات ليست عصا سحرية يتم بعدها إنقاص الوزن مع أكل أي كمية أو نوعية من الأطعمة نريدها؛ بل يجب بعد إجراء تلك العملية تعلم التغذية الصحية الصحيحة والمفيدة
كماً ونوعاً وكيفاً؛ وشرب كميات كافية من المياه، وممارسة الرياضة المفيدة؛ كي تستمر النتائج الطيبة والآثار الإيجابية لتلك العمليات.

وأخيراً وليس آخراً؛ لا يجب أبداً استسهال فكرة إجراء مثل تلك العمليات لإنقاص الوزن والحصول على جسم رشيق وقوام ممشوق
فالحياة عبارة عن طعام صحي ورياضة مفيدة وماء لذيذ منه خلق كل شيء حي؛ فحافظ على نفسك وجسدك واستمتع بالحياة واضحك للدنيا وعش بصحة وسلامة وأمن وعافية.
دمتم أصحاء طيبين، وإلى لقاء قريب..

للأطلاع على المقال السابق من هنا 

 فقة الغذاء

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى